يعتبر بعض الأوروبيين أن الوجود الإسلامي في بلدانهم يثير مشاكل كثيرة، ولا سيما على الصعيد الإجتماعي والثقافي وما إليه مما يتصل بالهوية. وهو منظور – على سلبيته – لا يخلو لأسباب موضوعية، مما يحتاج إلى مراجعة بعض الأوضاع وإعادة النظر فيها حتى تستقيم.

إلا أن لهذا الوجود جانبا إيجابيا قلما يثار أو يلتفت إليه، وهو – إضافة إلى كل ما قدمه ويقدمه المسلمون لأوروبا من خدمات في مجالات كثيرة – قابل لأن ينظر إليه، باعتباره رافدا لإغناء حضارتها المتطورة والمتجددة باستمرار، وهو ما تسعى هذه الدراسة الموجزة إلى تناوله.

وقد سبق نشرها في مجلة "الإسلام اليوم"(1) التي تصدرها  المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، إذ كان الإقبال عليها كبيرا من الذين يهتمون بالموضوع ؛ مما حفزني إلى إعادة نشرها وإخراجها في هذه الكراسة، وفق ما صدرت عليه في المجلة المذكورة بلغاتها الثلاثة. وقد جاءت أشبه ما تكون بفصلة أو مستلة يسهل تداولها بين القراء المعتنين.

والله من وارء القصد

الرباط في 10 رمضان 1429

الموافق 11 سبتمبر 2008م

عباس الجراري

 

 



(1) العدد 25 (1429 = 2008م)